فصل: تفسير الآيات (1- 2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآيات (1- 8):

{وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (8)}
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى} [1] قال: باطنها نفس الطبع.
{وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى} [2] نفس الروح.
{وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى} [3] أي ومن خلق الخوف والرجاء، فالخوف ذكر والرجاء أنثى.
{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [4] فمنه ما هو خالص ومنه ما هو مشوب بالأحداث.
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى} [5- 6] أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه أعطى من نفسه وماله مجهوده، واتقى سكونه إلى نفس الطبع، وصدق بالحسنى كلمة التوحيد.
وقيل: بالجزاء، ويقال: هو الإخلاص.
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى} [7] هو العود إلى الخير.
{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى} [8] أبو جهل بخل بطاعته للّه ورسوله، واستغنى: أظهر من نفسه الاستغناء عنهما.

.تفسير الآيات (10- 11):

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11)}
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى} [10] أي نسهل عليه العمل، بعمل أهل النار، ألا تراه كيف قال عقبه: {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى} [11] في النار.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13)}
{وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى} [13] فالآخرة نفس الروح، والأولى نفس الطبع، يهدي واحد إلى نفس الروح، وآخر إلى نفس الطبع.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)}
قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى} [17- 18] قال: الأتقى هو الصديق هو أتقى الناس فإن الناس أعطوا واتقوا وهو لم ير الفاني وأبقى لنفسه الباقي كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما ذا أبقيت لنفسك؟ قال: اللّه ورسوله».

.تفسير الآية رقم (21):

{وَلَسَوْفَ يَرْضى (21)}
قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضى} [21] قال: يعني بما له عندنا، وهو محل الفضل، لا محل الثواب، سرا بسر، وحياة بحياة، وأزلية بأزلية.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الضحى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 2):

{وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2)}
قوله تعالى: {وَالضُّحى} [1] قال: هو نفس الروح في الباطن.
{وَاللَّيْلِ إِذا سَجى} [2] يعني نفس الطبع إذا سكن إلى نفس الروح في إدامة الذكر إلى اللّه تعالى.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4)}
قوله تعالى: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى} [4] قال: ادخرت لك من المقام المحمود ومحل الشفاعة خيرا مما أعطيتك في الدنيا من النبوة والرسالة.

.تفسير الآيات (6- 9):

{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9)}
قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى} [6] قال: يعني ألم يجدك فردا فآواك إلى أصحابك.
{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى} [7] قال: أي وجدك لا تعرف قدر نفسك فعرفك قدرك، ووجدك ضالا عن معاني محض مودتك فسقاك من شراب مودته بكأس محبته، فهداك إلى معرفته، وخلع عليك خلع نبوته ورسالته ليدل بهما على قربه ووحدانيته. قال: وفيها وجه آخر: ووجدك نفسك نفس الطبع فقير إلى سبيل المعرفة.
{وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى} [8] قال: وجد نفسك حيرانة والهة إلى المعرفة بنا، فقيرة إليها، فقوى نفس روحك فأغناها بالقرآن والحكمة. وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليس الغنى كثرة العرض، إنّما الغنى غنى النفس».
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} [9] فقد ذقت طعم اليتيم. قال: ووجه آخر: فقد علمت موقع اللطف من قلب اليتيم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الانشراح:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآيات (1- 2):

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [1] قال: ألم نوسع لك صدرك بنور الرسالة فجعلناه معدنا للحقائق. قال: وأول الشرح بنور الإسلام كما قال اللّه تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} [الأنعام: 125] ثم قال: يزداد المنازل بعده، فيكون الأنوار على قدر المواهب من البصائر.
{وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ} [2] قال: يعني أزلنا عنك السكون إلى غيرنا من همة نفس الطبع، فجعلناك ساكنا إلينا قابلا عنا بنا.

.تفسير الآيات (4- 5):

{وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5)}
قوله تعالى: {وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ} [4] قال: وصلنا اسمك باسمنا في الأذان والتوحيد، فلا يقبل إيمان العبد حتى يؤمن بك.
قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [5] قال: عظم اللّه تعالى حال الرجاء في هذه الآية بكرمه وخفي لطفه، فذكر اليسر مرتين، وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «لن يغلب عسر يسرين»، يعني فطنة القلب والعقل يسران يغلبان نفس الطبع، فيعيدانه إلى الإخلاص، وهو معنى الآية في الباطن، أي فإن مع شدة نفس الطبع في افتقاره إلى ذات الحق عزّ وجلّ إلى نفس الروح والعقل وفطنة القلب وهو في الباطن تسكين قلب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم على الإعانة خوفا، فقال: إنا سلطنا على نفس الطبع الكثيف منك لطائف نفس الروح والعقل والقلب والفهم التي سبقت بالموهبة الجليلة قبل بدوّ الخلق بألف عام، فغلبت نفس الطبع.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}
{فَإِذا فَرَغْتَ} [7] من صلاتك المكتوبة وأنت جالس {فَانْصَبْ} [7] إلى ربك وارجع إليه، كما كنت قبل نفس الطبع، قبل بدوّ الخلق، فردا بفرد، وسرا بسر، فوهب اللّه له مثل منزلته السابقة في الدنيا، كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن لي مع اللّه وقتا لا يسعني غيره»، هذا باطن الآية، وظاهرها ما عليه الظاهر.
وحكى أبو عمرو بن العلاء فقال: «هربنا من الحجاج فدخلنا البادية فأقمنا بها دهرا نتردد من حي إلى حي، فبينا أنا خارج في بعض الأحياء ذات غداة متوزع الخاطر مبهم القلب ضيق الصدر، إذ سمعت شيخا من الأعراب مجتازا يقول : [من الخفيف]
صبّر النّفس ينجلي كلّ همّ ** إنّ في الصبر حيلة المحتال

ربّما تكره النفوس من الشي ** ء له فرجة كحلّ العقال

فلم يستتم الشيخ إنشاد البيتين حتى رأيت فارسا من بعيد ينادي: قد مات الحجاج. قال: فسألت الشيخ عن الفرجة، فقال: الفرجة بضم الفاء: في الحائط والعود ونحوهما، والفرجة بفتح الفاء: في الأمر من الشدة والنوائب. قال أبو عمرو: فلم أدر بأيهما كنت أشد سرورا، بموت الحجاج أم بهذه الفائدة.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها التين:

.تفسير الآيات (4- 6):

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)}
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [4] قال: أي في أحسن قامة وأحسن صورة.
{ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ} [5] يعني نقلناه من حال إلى حال حتى أدركه الهرم.
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} [6] في شبابهم، فإنهم إذا ضعفوا وشاخوا أمرنا الملائكة تكتب لهم الأعمال التي كانت تكتب لهم حال شبابهم.
{فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [6] أي لا ينقطع عنهم أجور أعمالهم وإن ضعفوا عنها.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها العلق:

.تفسير الآية رقم (6):

{كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6)}
قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى} [6] قال: أي رؤية الغنى تورث الاستغناء، والاستغناء يورث الطغيان. وقد قال الحسن رحمة اللّه عليه: لقد قصر نظر عبد زويت عنه الدنيا، ثم لم يعلم أن ذلك نظر من اللّه، لقد قصر علم عبد بسطت له الدنيا، فلم يخش أن يكون ذلك مكرا من اللّه تعالى يمكر به. ثم قال: واللّه ما بسطت الدنيا لعبد إلا طغى كائنا من كان، ثم تلا قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى} [6- 7].

.تفسير الآية رقم (14):

{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14)}
قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى} [14] قال: ليس له وراء، وهو وراء كل وراء.

.تفسير الآيات (17- 18):

{فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18)}
قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نادِيَهُ} [17] قال: يعني عشيرته.
{سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ} [18] يعني خزنة جهنم، أرجلهم في الأرض ورؤوسهم في السماء الدنيا. وإنما سموا الزبانية من الزبن وهو الدفع، يدفعون الجهنميين في قفاهم بأيديهم وأرجلهم.
فلما سمع أبو جهل ذكر الزبانية هرب إلى قومه، فقالوا له: أخفته؟ فقال: لا، ولكن خفت الزبانية، لا أدري من هم.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

.السورة التي يذكر فيها القدر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [1] قال: ليلة القدر قدرت فيها الرحمة على عباده.

.تفسير الآيات (4- 5):

{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
قوله تعالى: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ} [4- 5] أي سلام من الظلمة أوقات العارفين به، والقائمين معه على حدود الأحكام في الأوامر والنواهي.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.